ما هو مستقبل التجارة الحوارية" cCommerce" في المنطقة العربية؟

انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح " cCommerce" أو التجارة الحوارية، والتي تربط التاجر مباشرة بالعميل، ومن خلال المحادثة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي والدردشة والمراسلة مثل WhatsApp، ويمكن تقديم تجربة مبيعات محسّنة وتلبية توقعات العملاء، وتقوم التجارة الحوارية بدعم المتاجر التقليدية والعلامات التجارية الإلكترونية بآليات لتحويل المحادثات إلى عمليات بيع سلسة، وإتمام عمليات الشراء عبر قنوات البيع المفضلة من قبل المتسوقين والعملاء.

تطبيقات التواصل الاجتماعي

وتشير الأبحاث إلى أن cCommerce يمكن أن تخدم أكثر من 20 مليون مؤسسة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة الحجم، وتتم التجارة الحوارية عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، مما يوفر للمتاجر المادية والعلامات التجارية عبر الإنترنت طريقة لتحويل المحادثات في الوقت الفعلي إلى مبيعات محولة، ويمكن للشركات بيع المزيد من خلال تلك التجربة.

زبوني نموذج ناجح

وتعتبر منصة زبوني بمثابة نموذج ناجح للتجارة الحوارية في المنطقة العربية، حيث تعمل في الإمارات والسعودية ومصر والأردن، وترى أن تطبيقات المراسلة والتواصل الاجتماعية تقوم بالارتباط بالتجارة بطريقة جديدة، وتم تطوير زبوني لتجمع العالمين معًا بسلاسة وتسمح للشركات باغتنام هذه الفرصة.

وتساعد الشركات العاملة في التجارة الإلكترونية على إضافة قناة جديدة لزيادة مبيعاتها، من خلال التحدث مع العملاء على تطبيقات المراسلة والتواصل الاجتماعي المفضلة لديهم، وإنشاء أعمال جديدة وتحويل المزيد من المبيعات باستخدام التجارة الحوارية (cCommerce).

إنجاز في المعاملات الرقمية

وكانت المنصة قد أعلنت هذا العام عن تحقيقها إنجاز كبير في مجال المعاملات الرقمية التي أجرتها منذ انطلاقتها في عام 2018، والتي بلغت أكثر عن 200 مليون دولار، ويأتي النجاح تزامنًا مع أهداف ورؤية الشركة في النمو والتوسع بسرعة وتعزيز نمو إجمالي حجم المدفوعات بنسبة 53% في النصف الأول من 2022. ومن المتوقع أن تحقق زبوني نموًا بثلاثة أرقام.

وأكد أشرف عطية، مؤسس منصة زبوني، أن هناك الكثير من المحال التجارية والأشخاص لديهم جروبات واتساب للبيع عليها، لكن من خلال منصة إلكترونية ستكون هناك فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة لعرض الكثير من المنتجات، والحصول على قاعدة أكبر من العملاء مع إمكانية فتح حوار مباشر ما بين البائع والمشترى وتبادل فوري للمعلومات والأسعار، وبالتالي ضمان أكبر لإتمام الصفقات، حيث يتم الدفع إلكترونيا.

حجم التجارة الحوارية في الشرق الأوسط 

وفي يوليو الماضي أصدرت Zbooni، تقريرا تشير فيه إلى أن حجم التجارة الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط 7% من السوق العالمية بقيمة 550 مليار  دولار، وأن هذا النوع من التجارة يخدم حوالي 40% من سوق التجزئة في الشرق الأوسط وإفريقيا، الذي تبلغ قيمته 1 تريليون دولار أمريكي. 

وقال رامي عساف، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Zbooni: نحن على أعتاب تحول مثير في تجارة التجزئة، مبني على البيع الشخصي، فالتجارة الحوارية cCommerce لديها القدرة على خدمة الشركات، عبر مجموعة متنوعة من الصناعات.

لحاق المنطقة بالركب

لقد فاتت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الموجة الأولى من التجارة الإلكترونية، وكانت تلعب دورًا في اللحاق بالركب، لكن المنطقة مهيأة للاستفادة الكاملة من التجارة الحوارية cCommerce، حيث يستخدم معظم الناس في الشرق الأوسط تطبيقات التواصل الاجتماعي والمحادثة بشكل متكرر كل يوم، وتعد التجارة الحوارية تطورًا طبيعيًا نحو التسوق بنفس الطريقة التي نتحدث بها مع الأصدقاء.

بالنسبة للشركات، فإنها تفتح طريقًا جديدًا بالكامل لإشراك العملاء وزيادة المبيعات، وبهذه الطريقة، يمكن أن تتجاوز التجارة الحوارية التجارة الإلكترونية بسرعة، باعتبارها الطريقة المفضلة للبيع بالتجزئة في المنطقة.

مستقبل واعد في المنطقة العربية 

ويركز التقرير على فرصة التجارة الحوارية لربط الشركات بالعملاء، سواء عبر الإنترنت أو في وضع عدم الاتصال، وتشير Zbooni إلى أن التجارة الحوارية لديها معدل تحويل مبيعات يزيد عن 80٪، وهو أعلى بكثير من أسواق التجارة الإلكترونية التي تميل إلى تحويل أقل من 3٪ من المبيعات المحتملة، مما يؤكد وجود مستقبل واعد للتجارة الحوارية في المنطقة العربية.

دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة 

وفي العام الماضي أطلقت فيسبوك برنامجا جديدا اسمه"Digitize with Facebook"، يدعم  المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، من خلال سلسلة من الدورات التدريبية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوضيح كيفية إطلاق أنشطتهم التجارية والاجتماعية عبر عائلة تطبيقات فيسبوك، لتدريبهم على عمليات الشراء والبيع باستخدام  المتاجر والإعلانات وأدوات المجتمع والرسائل والمدفوعات.

وتضمن البرنامج مسار "Conversational Commerce" الذي تم إطلاقه لأول مرة في مصر، وخصوصا بعد أن أصبح هذا السلوك سائداً بشكل متسارع في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة المصرية عبر توفير فرص قوية للتفاعل مع المتسوقين بطرق جديدة.