أصبحت التجارة الإلكترونية على موعد مع انتشار تقنية الواقع المعزز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد أكدت شركة سناب أهمية تقنيات «الواقع المعزز» ودورها الفاعل في قطاع التسوق والتجزئة، وذلك خلال مشاركتها في أعمال الدورة التاسعة لدائرة قادة التجزئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تستضيفه الرياض للمرة الثالثة على التوالي.
الواقع المعزز
الواقع المعزز AR هي تقنية تكنولوجية حديثة تقوم في الأساس على إسقاط أو إضافة أجسام افتراضية إلى بيئة أو محيط حقيقي وواقعي، مثل إضافة كرسي مكتب افتراضي إلى غرفة عملك الحقيقية وهو على العكس تمامًا من تقنية الواقع الافتراضي VR والتي يقوم عملها على إسقاط أجسام حقيقية في بيئة أو محيط افتراضي خيالي.
وقد حلت تلك التقنية وأزالت الكثير من العقبات التي يواجهها رواد التجارة الإلكترونية في المتاجر الإلكترونية، فيما يتعلق بمعاينة أو تجربة المنتج من قبل العميل قبل اتخاذ قرار الشراء من المتجر مباشرة، على سبيل المثال معاينة قطعة أثاث وشكلها في منزلك أو جهاز منزلي أو حتى قطعة ملابس.
مرحلة التسوق التفاعلي
ركزت دراسة حديثة أصدرتها سناب بالتعاون مع «بي دبليو سي الشرق الأوسط» وقمة دائرة قادة التجزئة، على تطور المتسوق الرقمي السعودي، ورغبة العلامات التجارية المتزايدة في دمج التكنولوجيا التفاعلية للارتقاء بتجارب التسوق، مشددة على ضرورة إعادة النظر من قبل مؤسسات التجزئة بالحلول الرقمية باعتبارها حجر الأساس لبناء مزايا تنافسية أكبر والاحتفاظ بها، وعدم اعتبارها مجرد إضافة على نموذج أعمالها التقليدي، بل تقنيات عمل جديدة فائقة الاستجابة، تسهم في جذب ولاء العملاء الذين يحظون بخيارات واسعة اليوم.
التطور في أولويات المتسوق
وأفادت الدراسة المُشتركة إلى أن التوجه الرقمي يمليه التطور في أولويات المتسوق وسلوكه الذي أصبح أكثر تعقيداً، مما يعزز دور الرقمنة في المملكة العربية السعودية، خاصة مع تزايد متطلبات المتسوق السعودي اليوم بمزيد من الراحة والسلاسة في تجارب التسوق الرقمية والواقعية، تجنباً لإضاعة الكثير من الوقت في هذا المجال.
كما أكدت الدراسة الحاجة إلى اعتماد وسائل جديدة ترتقي بتجارب التسوق ذات الطابع الشخصي وتضمن التمتع بالخصوصية اللازمة، لا سيما مع المتسوق السعودي الذي يفضل وجود سياسة شفافة لأمن البيانات. وسلطت الضوء على جانب آخر له دور أساسي في رسم ملامح مستقبل التجارة، وهو رحلة التسوق الأقل تعقيداً، المدعومة بالبيانات، إذ أن الذكاء الاصطناعي يقدم مزايا شخصية أكبر، تشمل الاستفادة من بيانات سلوك المتسوق في الوقت الفعلي، والإطلاع على تحليلات مسبقة تساعد على تقديم عروض ترويجية مناسبة ورسائل تسويقية مخصصة للشخص أو الجهة في الوقت الفعلي.
تطور الواقع المعزز
وفي هذا السياق، قال عبد الله الحمادي، مدير الأعمال الإقليمي لشركة سناب في المملكة العربية السعودية: "تابعنا خلال السنوات الماضية تطور الواقع المعزز وتحوله من مجرد وسيلة للترفيه والتعبير عن الذات، إلى تقنية تقدم قيمة حقيقية لكل من المستهلكين والشركات، وأصبح له دور حقيقي في تطوير القطاع، ومن المتوقع أن يرتقي برحلة جميع المتسوقين في المستقبل القريب".
وأضاف الحمادي :"نعتقد أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة تبني الأحدث في عالم التجارة، فسناب تؤمن بضرورة إطلاق العنان لإمكانات إبداعية لم يكن من الممكن تصورها سابقاً، الأمر الذي من شأنه جعل رحلة المستهلك ذات طابع شخصي وسهلة الوصول وأكثر سلاسة وراحة، وقد لمسنا مع شركائنا نتائج مثمرة في مجتمعاتنا في هذا المجال، ونتطلع إلى توسيع دائرة استخدام الواقع المعزز كتقنية رائدة لتعزيز حضور العلامات التجارية، والتوسع بإضفاء الطابع الشخصي للمستهلك".
التجارب الواقعية والرقمية
وأضافت نورما تقي، الشريك المسؤول عن قطاع الأسواق الاستهلاكية وخدمات المعاملات في بي دبليو سي الشرق الأوسط: "بالرغم من الأهمية التي توليها مؤسسات التجزئة للتكاليف المرتفعة ومشكلات سلاسل التوريد، يبقى التحدي الأبرز الذي يواجهها هو الحفاظ على ولاء المتسوق المتمكن رقمياً، والباحث عن التسوق المريح عبر الإنترنت مع الاحتفاظ بذات الثقة التي يتمتع بها لدى تسوقه من المتجر، لذلك يتعين على هذه المؤسسات تلبية الاحتياجات المتطورة لجيل جديد من المستهلكين، القادرين على الانتقال من منتج إلى آخر بسرعة وسهولة، وصولاً لمزيج من التجارب الواقعية والرقمية."
سد الفجوة الرقمية
وعلق بانوس ليناردوس، رئيس قمة دائرة قادة التجزئة: " تعمل قمة دائرة قادة التجزئة على دراسة الاتجاهات الناشئة التي تسترعي اهتماماً إقليمياً ملحوظاً من أجل الدفع قدماً في إحداث تغيرات إيجابية ومثمرة في القطاع، وقد رصدنا حرص مؤسسات التجزئة على استكشاف سبل جديدة لسد الفجوة الواقعية أو الرقمية وتلبية أولويات المتعاملين دائمة التطور، ونأمل أن تكون هذه الدراسة مصدر إلهام لمزيد من المؤسسات لإطلاق رحلة متعاملين رقمية متكاملة، تجعل الواقع المعزز جزءاً أساسياً من عملياتها التخطيطية في مجال التجزئة".
مستخدمو الواقع المعزز
وأفصحت الدراسة عن وجود فجوة كبيرة بين نظرة المستهلك للواقع المعزز مقابل نظرة العلامات التجارية إليه، وأشار تقرير سابق أصدرته سناب ومؤسسة «إبسوس» بعنوان «التحول إلى الواقع المعزز»، أن 94% من العلامات التجارية تعتبر الواقع المعزز نوعاً من التسلية والترفيه، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 53% في أوساط المستهلكين السعوديين، فيما أفاد سبعة من كل عشرة مستهلكين أنهم يستخدمون الواقع المعزز من أجل التسوق، بينما يستخدمه 84% للتفاعل مع أحد المنتجات قبل إتمام عملية الشراء.
زيادة المبيعات وتقليل الاسترجاع
وأشارت النتائج التي توصلت إليها دراسة سناب، إلى عالم يركز فيه التسوق عبر الإنترنت على الأشخاص وليس على المنتج، مؤكدة على مستقبل التجزئة الذي يحركه التعبير عن الذات، والمنفتح على الثقافات المختلفة، كما وجدت أن التسوق باستخدام الواقع المعزز الآمن يعد وسيلة ممتعة وشاملة وملائمة للتعرف على الأزياء وتجربتها وشرائها، ويمكن للواقع المعزز عرض المنتج بطريقة إبداعية، وزيادة المبيعات وتقليل عمليات الاسترجاع. وتعد تقنية الواقع المعزز في تجربة الأزياء المرحلة التالية من تطور القطاع، الأمر الذي يتيح للمرء فرصة الوصول إلى الأزياء، بغض النظر عن هويته أو مكان وجوده.
لا يوجد تعليقات بعد كن اول من يعلق.
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.