بحلول عام 2026، من المتوقع أن تمثل التجارة الإلكترونية نحو 24% من إجمالي مبيعات التجزئة عالميًا، مقارنة بنحو 21% في 2024، مما يعكس زيادة هامة في التحول من القنوات التقليدية إلى الرقمية.
وبحسب آخر التقديرات، من المتوقع أن يرتفع حجم سوق منصات التجارة الإلكترونية العالمي من نحو 13.92 مليار دولار في 2026 إلى أكثر من 61.83 مليار دولار بحلول 2034، بدعم من الذكاء الاصطناعي، التجارة عبر الهاتف المحمول، والتكامل بين القنوات المختلفة.
الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأول
الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا؛ بل أصبح قاعدة أساسية في التجارة الإلكترونية. في 2026، ستستخدم المنصات AI ليس فقط للتوصيات، بل أيضًا في:
- التنبؤ بالطلب والمخزون.
- التسعير الذكي آنيًا.
- محركات البحث البصرية والتفاعل المحادثي.
وصول وكلاء التسوق الذكيين
تتسارع الخطوة لتفعيل ما يعرف بـ AI Shopping Agents — وكلاء ذكاء صناعي يتصفحون المواقع ويجمعون عربات التسوق نيابة عن المستخدم، بل ويمكنهم إتمام عمليات الشراء مستقبلًا.
هذا يغير قواعد المنافسة: لن يكون تحسين محركات البحث التقليدي مهمًا فقط، بل سيصبح تحسين الظهور أمام خوارزميات الذكاء الاصطناعي هو الأساس.
سلوك المستهلك وتجربة الشراء
المستهلك في 2026 يتوقع:
- تجارب شراء مصممة حسب سلوكه.
- مواقع أسرع أقل من 2 ثانية لتحميل الصفحة.
- معلومات واضحة عن الشحن والتسليم.
التفاعل الاجتماعي والتجارة الفورية
التجارة عبر الفيديو، الشراء مباشرة من منصات التواصل، وعمليات الشراء داخل التطبيقات بدون مغادرتها أصبحت بديهية، خاصة مع زيادة تكامل التجارة داخل شبكات مثل WhatsApp وTikTok.
التحديات اللوجستية وتكاليف الشحن
زيادة أسعار الشحن تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه لاعبي التجارة الإلكترونية في 2026، خصوصًا في الأسواق النامية مثل مصر، مما يدفع الشركات لإعادة التفكير في نماذج التسعير وشبكات التوزيع دون التأثير على رضا العملاء.
السياق المحلي: النمو في مصر
في السوق المصري، تبرز توقعات بوصول حجم سوق التجارة الإلكترونية إلى 500 مليار جنيه بحلول 2025–2026، بدعم نمو استخدام الحلول الرقمية، ووسائل الدفع الإلكتروني مثل “اشتر الآن وادفع لاحقًا”.
تحليلات أخرى تشير إلى زيادة هائلة في الطلبات والمبيعات عند استخدام أدوات التحليل المناسبة، ما يعكس إمكانيات كبيرة للنمو في السوق المحلية.
المستقبل القريب: نحو “تجارة بلا حدود”
بحلول 2026، ستتجاوز التجارة الإلكترونية بيع المنتجات فقط؛ بل ستشمل:
- خدمات اكتشاف ذكية تعتمد على البيانات.
- منصات دفع واشتراك سلسة.
ا تجارب افتراضية (AR) تُمكّن المستهلك من “تجربة المنتج” قبل شراءه.
تركيز على الاحتفاظ وليس الاكتساب فقط
ستنتقل المعركة من جذب العملاء الجدد إلى الاحتفاظ بالعملاء الحاليين عبر التركيز على:
- برامج الولاء.
- خدمات ما بعد البيع.
- التواصل الذكي والمستمر.
عام 2026 سيكون عام الذكاء الاصطناعي والتجارب المبتكرة في التجارة الإلكترونية.
الشركات التي تستطيع دمج الذكاء الاصطناعي، البيانات، والتجارب السلسة ستكون الأكثر قدرة على المنافسة. أما التي تعتمد على الأساليب التقليدية فقط فمستقبلها صعب. الأسواق الناشئة مثل مصر تشهد نموًا محليًا قويًا، لكن التحديات في اللوجستيات والتسعير تحتاج حلولاً مبتكرة لضمان استدامة النجاح.
لا يوجد تعليقات بعد كن اول من يعلق.
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.