أصدرت شركة كي بي إم جي أحدث تقرير سنوي لها حول التكنولوجيا بعنوان "ما وراء الضجيج: موازنة السرعة والأمان والقيمة"، والذي يقدم رؤى حول التحول الرقمي والشمول المالي في البلاد. استنادًا إلى استطلاع عالمي شمل 2450 من المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا العالمية - بما في ذلك 70 في المملكة العربية السعودية - يستكشف التقرير كيف تتكيف المنظمات مع التقنيات سريعة التغير، وتحسن الاستثمارات، وتعالج التحديات مثل الأمن السيبراني. أحد الموضوعات الرئيسية هو الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، مما يدفع بعض المنظمات إلى تبني التقنيات الناشئة بسرعة. في حين أن الإلحاح أمر مفهوم، إلا أنه يحمل مخاطر إذا لم يسترشد بنهج قائم على الأدلة.
وقال روبرت بتاسزينسكي، الشريك ورئيس قسم الرقمنة والابتكار في كي بي إم جي: "تؤكد نتائج هذا العام على التقدم الهائل الذي تحرزه المملكة العربية السعودية في رحلة التحول الرقمي، مدفوعة بالتركيز الاستراتيجي على تحقيق التوازن بين الابتكار والمرونة. ومع إعطاء المؤسسات الأولوية للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وكل شيء كخدمة (XaaS)، فمن الواضح أن اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة ومعالجة التحديات الأساسية مثل الديون الفنية أمر بالغ الأهمية لإطلاق العنان للقيمة طويلة الأجل".
وتتقدم المنظمات في المملكة في مجال التحول الرقمي، حيث أفاد 75% منها بزيادة الربحية من الاستثمارات التكنولوجية خلال الأشهر الـ 24 الماضية، وعادة ما تتراوح هذه الزيادة بين 11% و15%. وينبع هذا النجاح من القرارات القائمة على الأدلة، حيث يحسب 74% من القادة قيمة المبادرات التكنولوجية قبل الاستثمار. وعلى الرغم من التقدم، يشعر 87% من المديرين التنفيذيين بالقلق إزاء وتيرة التغيير التكنولوجي، ويشير 93% إلى أن نفور القيادة من المخاطرة يشكل عائقًا أمام تبني التكنولوجيا.
في عام 2024، سيعطي المسؤولون التنفيذيون السعوديون الأولوية للإرشادات المقدمة من جهات خارجية (99%) والتجارب الداخلية (83%) على معايير المقارنة مع المنافسين. ويعكس هذا التركيز المتزايد على التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وخدمات XaaS، وتحليلات البيانات. وقد تم تحديد تقنيات XaaS كأولوية استثمارية قصوى من قبل 94% من المشاركين، مشيرين إلى المرونة وخفض التكاليف، بينما سلط 59% الضوء على الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتحليلات البيانات. كما يتزايد الاهتمام بتقنيات Web3، حيث أعرب 69% عن حماسهم للابتكار.
وتتصدر المملكة العربية السعودية على مستوى العالم من حيث نضج الذكاء الاصطناعي، حيث يرى 71% من المشاركين تحسنًا في الإنتاجية من استثمارات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يزال توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي يشكل تحديًا، حيث نجح 39% فقط في نشر حالات استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. ولا تزال مخاوف الشفافية قائمة، حيث حدد 87% "الصندوق الأسود" للذكاء الاصطناعي كعامل قلق للقوى العاملة. وتتبنى المنظمات مناهج ديمقراطية، حيث يشجع 53% منها التجريب داخل حواجز منظمة. وتخطط العديد منها لمركزية جهود الذكاء الاصطناعي لضمان الكفاءة وإدارة المخاطر.
تحسنت نضج البيانات بشكل كبير، حيث قام 77% من المشاركين بدمج ممارسات البيانات في العمليات اليومية. ويرى جميع المشاركين تقريبًا (97%) أن البيانات والتحليلات جزء لا يتجزأ من استراتيجياتهم. وتشمل الأولويات المستقبلية الاستفادة من البيانات لتحقيق ميزة تنافسية، وتثقيف الموظفين، وتعزيز أطر إدارة البيانات. وتؤكد شركة KPMG أن مواءمة الاستثمارات التكنولوجية مع الأهداف الاستراتيجية، ومعالجة الديون الفنية، ودمج الأمن السيبراني، وتعزيز ثقافة تعتمد على البيانات أمر ضروري لتحقيق التقدم المستدام. تعمل المنظمات عالية الأداء على مستوى العالم وفي المملكة العربية السعودية على تعزيز التحول الرقمي من خلال تقييم محافظ التكنولوجيا بشكل استراتيجي، وتحسين عملية اتخاذ القرار، وإدارة المخاطر.
مع احتضان المملكة العربية السعودية للمرحلة التالية من التحول الرقمي، يسلط تقرير KPMG الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين السرعة والأمان والقيمة. ومن خلال مواءمة الاستثمارات التكنولوجية مع الأهداف الاستراتيجية وتعزيز المرونة، يمكن للشركات السعودية تحقيق النمو المستدام ومواكبة الابتكار العالمي.
لا يوجد تعليقات بعد كن اول من يعلق.
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.