شهدت مصر خلال العامين الماضيين واحدة من أصعب الفترات الاقتصادية في تاريخها الحديث. فقد أدى ارتفاع التضخم والتقلبات الحادة في أسعار الصرف إلى إعادة تشكيل سلوك المستهلك، مما دفع الأسر إلى إعطاء الأولوية للسلع الأساسية على حساب الإنفاق التقديري. ووفقًا لعمر الصاحي، المدير العام لشركة أمازون مصر، فقد انعكس هذا التحول بوضوح في اتجاهات الشراء على موقع Amazon.eg.
قال الصاحي لصحيفة ديلي نيوز إيجيبت: "شهد الطلب على السلع الأساسية، وخاصةً المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية الأساسية، نموًا هائلاً. كانت أولويتنا تعزيز حضورنا في هذه الفئات لضمان حصول الأسر المصرية على الضروريات التي تعتمد عليها يوميًا".
في الوقت نفسه، أشار إلى اتجاه غير متوقع برز: زيادة ملحوظة في توافر وجودة المنتجات المصنعة محليًا. فقد زادت المصانع والحرفيون المصريون إنتاجهم في قطاعات مثل الملابس والأدوات المنزلية والإكسسوارات الشخصية، مقدمين منتجات عالية الجودة بأسعار في متناول الجميع.
قال الصاحي: "أحدث نمو التصنيع المحلي نقلة نوعية في التجارة الإلكترونية المصرية. يختار العملاء المنتجات المحلية بشكل متزايد، ليس فقط لسعرها، بل لجودتها وتميزها. يُعد دعم هؤلاء الرواد جزءًا لا يتجزأ من هوية أمازون، ومن هنا جاءت واجهات متاجرنا وبرامجنا المخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة المصرية. عندما ينجح البائعون المحليون، يحصل العملاء على خيارات أفضل، وتزدهر المجتمعات، وينمو الاقتصاد الرقمي بشكل أقوى. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، فقد ساهم مجتمع البائعين النابض بالحياة بشكل كبير في نمو التجارة الإلكترونية على مدار السنوات الثلاث الماضية".
كشف الصاحي أن مساحة تخزين أمازون في مصر قد توسعت لتتجاوز 100 ألف متر مكعب. وأضاف: "يشمل ذلك مراكز التوزيع الرئيسية لدينا في العاشر من رمضان وعلى طريق السويس، بالإضافة إلى العديد من المواقع التشغيلية الإضافية التي يديرها شركاؤنا المحليون"، وفقا لزاوية.
وأضاف أن إحدى أحدث المرافق توفر سعة تخزين تعادل عشرة ملاعب كرة قدم، مما يؤكد استثمار أمازون طويل الأجل في البنية التحتية الرقمية لمصر. وأضاف: "هذه التوسعات ليست استجابة مؤقتة للطلب المتزايد، بل هي جزء من استراتيجية استشرافية للتحضير للسنوات الثلاث المقبلة من النمو".
ويرتكز جزء كبير من هذه الاستراتيجية على التقدم الذي أحرزته مصر في مجالات الشمول المالي وتطوير الخدمات اللوجستية واقتصادها الرقمي المتقدم، وهي كلها أمور حيوية لتمكين عمليات التجارة الإلكترونية بشكل أسرع وأكثر موثوقية.
لا يوجد تعليقات بعد كن اول من يعلق.
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.